الجمعة، 13 يونيو 2008

قصة العشق الذي لهجت به كل لغات العام

سرت قصة الحب السرمدي (قيس وليلى ) بين الناس مسرى الليالي

والايام حتى غدت أسطورة يرويها التاريخ فيستأنس بها البشر في كل

الاقطار وارتبط مكان الهوى (جبل التوباد )بتلك الاسطوره التاريخيه

حتى أمسى الشخصية الثالثه في رواية قيس وليلى


(جبل التوباد يقع في محافظة ليلى بالأفلاج جنوب منطقة الرياض يبعد عن محافظة الخرج جنوبا تقريبا 250كيلو متر )

تكرر ذكر هذه الروايه على إستحياء في معظم الأوراق الصحفيه حتى

أن قارئ اليوم لا يدرك جل الروايه ولا يعرف من أين تكون البدايه وفيم كانت النهايه




فمن هو قيس ؟ ومن هي ليلى ؟ واين توجد أثارهما ؟ ولماذا أفترقا ؟

وهل التقيا بعد الفراق ؟ وهل أنحصر قول الشعر على قيس دون ليلى ؟

أم كانت هي الاخرى شاعره لا يشق لها غبار ومن سبق الأخر إلى القبر ؟


كل ذلك سيتضح من خلال هذه السطور التي أختصرت الروايه الخالده
قيس وليلى )




من هو قيس
هو قيس إبن الملوح بن ربيعه بن عامر وهو مجنون ليلى


عشق كل منهما صاحبه . وقد أصاب قيساً لوثة جنون لشدة عشقه

فلقب بمجنون ليلى . قال الاصمعي ( لم يكن محموما ولكن كان فيه

لوثة كلوثة ابي حيه ) ويقول أبن قتيبه ( وهو من أشعر الناس وتلوث



شعره بكثير من الاساطير والانتحالات والمقولات فصار كل من يقول شعراً في ليلى ينسبه للمجنون )

ومن هي ليلى



هي ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعه بن الحريش بن كعب بن ربيعه بن عامر

عاشا صغيرين في ديار بني عامر بالقرب من جبل التوباد في بلدة الغيل



في الافلاج يرعيان غنم أهليهما وقد عاش هذان العاشقان في خلافة

مروان إبن الحكم وعبد الله بن مروان وتبلورت العلاقه بين



الصغيرين مع مرور عقارب الساعه حتى عشق كل منهما صاحبه وفي

تلك الحياه الرمنسيه الخاصه أحتفضت ذاكرتهما بمواقف باسمه شهد



عليها المكان والتاريخ لكنهما في الوقت ذاته لم يتجاوزا الخطوط

الحمراء التي حرمها الشرع والعرف فظلاً تحت وطأة العشق العذري


ردحاً من الزمن حتى قال المجنون :

تعلقت ليلى وهي غرُ صغيرة
ولم يبدُ للأتراب من ثديها حجم
صغيران نرعى البهم ياليت أننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم


0وكان غار قيس في جبل التوباد يمثل ملاذاً أمناً لصاحبه حيث ينعزل

فيه عن أعين الناس بليلى حتى تمكنت من قلبه وفي لحظة من الزمن

خرج المجنون من الغيل وهجره مدة محدوده لغرض أنجزه ثم عاد

إليه وقدم إلى جبل التوباد ووصف اللقاء بقوله



وأجهشت للتوباد حين رايته
وكبر للرحمن حين رأني
وأذرفت دمع العين لما عرفته
ونادى بأعلى صوته فدعاني



وهذا يؤكد أن جبل التوباد ظل شاهدا على العشق فقد كان له حضور قوي في مسلسل الحب الخالد

وأراد قيس



أن ينهي صراع الغرام فتقدم لعمه يريد ليلى لكنه رفض لحكم العادات والتقاليد العربيه التي تنبذ العشق حينما تكشفه فتعاقب صاحبه بالحرمان من بعضهما كأبسط عقاب يلحق بهما


&


لحظة الفراق

حينما أعلن والد ليلى حرمان قيس منها رحل بها إلى تيما بعيداً عن كلام الناس وهذا ما أجج نيران شوق وغرام العاشقين حتى لمعت


نجوم قصيدهما في جانب الغزل والغرام حتى وصل بهما إلى الهيام لا سيما قيس الذي هام في الصحاري على وجهه بحثاً عن أطلال ليلى وعزز فؤاده بالصبر على أمل لقيا ليلى

وفي ذلك يقول


ألا أيها القلب اللجوج المذل
أفق على طلاب البيض إن كنت تعقلُ

افق قد افاق الوامقون وإنما
تماديك في ليلى ضلال مضللُ

سلام كل ذي ود عن الحب وأعوى
وأنت بليلى مستهام موكلُ


إلى أن قال
تعز بصبر واستعن بجلادة
فصبرك عمن لا يواتيك أجملُ
فحبي لها حب مقيم مخلد
بأحشاء قلبي والفؤاد معللُ



أما ليلى


فأحتضن فؤادها قسوة العشق والفراق


حتى أنفطر ألما ً ومما يؤكد ذلك ما رواه أبن قتيبه في كتابه الشعر والشعراء ص 735 ( أنه خرج رجل من بني مره إلى الشام مما يلي



تيماء فأذا هو بخيمة عظيمه وقد أصابها المطره فتنحنح فإذا إمرأة قد كلمته فقالت إنزل فنزلت وراحت إبلهم وغنمهم فقالت يا عبد الله أي بلاد نجد وطئت ؟ فقلت كلها قالت بمن نزلت فقلت ببني عامر



فتنفست الصعداء ثم قالت هل سمعت بذكر فتى يقال له قيس يلقب بالمجنون فقلت أي والله نزلت بأبيه واتيته ونظرت إليه قالت وما حاله قلت يهيم في تلك الفياض ويكون مع الوحوش لا يعقل ولا يفهم إلا أن



تذكر له ليلى فيبكي وينشد أشعاراً يقولها فيها قال فرفعت الستار بيني وبينها فإذا شقة قمر لم ترى عيني مثلا قط فبكت وأنتحبت حتى ظننت



والله أن قلبها قد أنصدع فقلت أيتها المرأه أما تتقين الله فمكثت طويلاً على تلك الحال من البكاء ثم قالت :

الا ليت شعري والخطوب كثيره
متى رحل قيس ومستقل فراجعُ

بنفسي من لا يستقل برحله
ومن هو أن لم يحفظ الله ضائعٌ




ثم بكت حتى غشي عليها فلما افاقت قلت ومن أنت يا أمة الله ؟ فقالت أنا ليلى المشؤمه عليه غير المواسية له فما رأيت مثل حزنها عليه )

روح ليلى تسبق قيس إلى القبر



رحلت ليلى عن الحياة دون أن تودع قيسا وداعا حار يعبر عن ما يجول في خاطرها تجاهه كما أنها تتركه دون أن يلقي إليها النظرة الاخيره



وقد وجد في ديوان المنسوب إلى ابي بكر الوالبي نص قاطع بوفاتها قبله وذلك أنه مر به فارسان (أي قيس) فنعيا إليه ليلى وقالا له مضت لسبيلها فقال :



أيا ناعي ليلى بجانب هضبة
أما كان ينعاها إلي سواكما

ويا ناعي ليلى بجانب هضبة
فمن بعد ليلى لأأمر ت قواكما

ويا ناعي ليلى لقد هجتما لنا
تباريج نوح في الديار كلاكما

فلا عشتما إلا حليفي مصيبة
ولا متما حتى يطول بلاكما




ثم مضى حتى دخل ديار ليلى وأهلها فقدم عليهم وعزاهم وعزوه وقال دلوني على قبرها فلما عرفه رمى بنفسه عليه وأنشد:



ايا قبر ليلى لو شهدناك أعولت
عليك نساء من فصيح ومن عجم

ويا قبر ليلى أكرمن محلها
يكن لك ما عشنا بها نعم

ويا قبر ليلى ما تضمنت قبلها
شبيها لليلى ذا عفاف وذا كرم




ولم يطل الزمان بقيس حيث لحق بمعشوقته سنه 70هجريه وبذلك اسدل الستار على رواية صاغ الزمان أحداثها فقرأها سكان الارض بكل



اللغات وبقيت شاهداً على جمال العشق وتباريحه لكل من وقع عليه ما وقع على العاشقين وقد حاول العديد من الادباء والشعراء صياغة العشق الخالد في قوالب فنيه كما فعل أحمد شوقي في مسرحيتة حول هذا الجانب لكنهم جميعا لم يستطيعوا أن يقدمو لقارئ اليوم ما يرضي نهمة ويشبع رغبته





المصادر
الشعر والشعراء لابن قتيبه
جريدة الرياض :: الاستاذ مفلح العبود


ملاحظه إذا وجدت أخطاء إملائيه فارجوا تنبيهي عليها مشكورين